السياسة الخليجية الحكيمة- ضبط النفس في مواجهة الإساءات الإعلامية.

المؤلف: خالد السليمان10.22.2025
السياسة الخليجية الحكيمة- ضبط النفس في مواجهة الإساءات الإعلامية.

بعض الأقلام في صحف دولة عربية معينة كانت تنتهج أسلوب الهجوم على المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، ناشرةً تقارير ومقالات مغرضة ومسيئة، على الرغم من العلاقات الوطيدة التي تجمع حكومة تلك الدولة بالحكومات الخليجية. كان المسؤولون فيها يتذرعون بحرية الصحافة في بلادهم، مؤكدين أن ما يُنشر لا يمثل وجهة نظر النظام السياسي أو الحكومة، بينما كانوا يبدون حساسية شديدة تجاه أي انتقادات أو كتابات سلبية تظهر في وسائل الإعلام الخليجية أو منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن استيائهم واعتراضهم الشديد! كان قادة الخليج على دراية بهذا التناقض ويتجاوزونه وفقًا لتقديرات المصالح المتبادلة، فمن الصعب تصديق أن الإعلام والنشر في دولة تخضع لنظام حكم واحد لسنوات طويلة يتمتع بحرية حقيقية ومطلقة. ومع ذلك، اتبعت حكومات الخليج دائمًا نهجًا حكيمًا في التعامل مع الدول الأخرى، ونجحت باستمرار في تحقيق أهدافها ومصالحها دون الانجرار إلى صراعات جانبية أو تبديد الجهود في أمور تشتت الانتباه عن التنمية والازدهار. كنتيجة لذلك، حافظت دول الخليج على استقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي في ظل العواصف الإقليمية المتلاحقة، بينما انزلقت دول أخرى في دوامة من الاضطرابات السياسية، والمشكلات الاقتصادية المتفاقمة، والعجز التنموي المستمر، والاعتماد الدائم على المساعدات الخارجية! لطالما حظيت المنطقة بنعمة القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، حيث لعبت هذه الدول دورًا محوريًا في إخماد نار الفتن، وتقديم الدعم والعون، وتوفير شبكة أمان للشعوب العربية في أوقات الأزمات والكوارث. كما أنها حرصت دائمًا على الفصل بين الشعوب وأنظمتها السياسية، وهناك أمثلة لا حصر لها على المواقف والإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها لدعم ومساندة الشعوب العربية في أوقات الشدة، مثل إنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار خلال فترة الربيع العربي، ومنح أكثر من مليوني لاجئ سوري معاملة مماثلة للمواطنين خلال الأزمة السورية على الرغم من الخلافات مع النظام الحاكم، والاستقبال الحافل الذي يحظى به العراقيون في الكويت على الرغم من مرارة الغزو. إن أهل الخليج يتمتعون بخصال الكرم والنبل والمروءة، وهي الصفات التي ساعدت على مر الزمان في التخفيف من آثار الإساءات والعداوات والأضرار التي يتسبب بها الآخرون! بالعودة إلى نقطة البداية، ما زالت بعض الأصوات الإعلامية المكشوفة، وكذلك الحسابات الوهمية المتخفية في منصات التواصل الاجتماعي في بعض الدول الصديقة، تمارس العداء والتحامل ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ولا يزال المسؤولون في تلك الدول يبدون حساسية مفرطة تجاه أي انتقادات توجه إليهم، حتى وإن كانت مجرد رد على الإساءات والافتراءات. ولكن على الرغم من ذلك، تبقى الصدور واسعة والحكمة هي السمة الخليجية! وباختصار شديد.. لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة